الرئيسية
حوض العشامة
فى منزل مفعم بالحياة والعيش الرغد ومن مزارع كادح يهدهد الأرض ويرويها ليخرج من ثمرها وخيراتها.
كان ميلاد الوالد بلة محمد احمد أبو جلاد العشوق (حوض العشامة) عند بعض أهله فى ثلاثنيات القرن الماضى ،ترعرع ذلك الفتى بين انين السواقى وزخم الحياة الاجتماعية المليئة بالحكم والحكايات ليصبح فيما بعد بطلاً فى الكرم والنخوة والشجاعة.
كان عطاءه وافراً وكرمه زائداً وحديثه خمش كما فى المناسبات والملمات كما وصفه الشاعر الشاعر محمد سلمان فى احد قصائده عن القرية قائلاً:
يخمش فى الكلام زى الأسد
مشغول يقول شيل ياولد جيب ياولد
هكذا كان حديثه مسموعاَ وحكاياته جاذبة وروحه مرحة وحاضر البديهة ولديه بعض الحكاوى والروايات والمواقف الرجولية التى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "كان فى احدى زياراته الرسمية لقرية طيبة مع وفد من أهل القرية ،ارجعه رئيس المحلية بعربة المحلية الخاصة الى اهليهم وكرر عليهم عدم التمسك بالسائق أو تأخيره وما ان وصلت العربة الى القرية هم السائق بالعودة كما طلب منه ،انبرى له العشوق بطريقته المعروفة وقال له: ( على الطلاق ياحبوب ما تمشى الا تفطر معانا حتى ولو يرفدوك) فضحك السائق ولبى له طلبه.
كان محباً لخير أهل وطنه الصغير ،سباقاً فى العمل العام حتى وصل به المقام رئيس انارة القرية وكان عضواَ بارزاً فى مجالس القرية الشعبية ،كما كان عضواً بارزاً باتحاد مزارعى كلى ولجنة ديوان الزكاة بالمحلية.
كان كبيراً مع الكبار والمسؤبين ومرحاَ ومازحاً مع الشباب ،يلاطف هذا ويتحدث مع الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغنى ،والمنزل مفتوح لكل قادم وعابر سبيل ليشرب من حوضه اللبن والماء العذب.
كان مهموماً بأحوال المزارعين وتوطين الحيوان الوافد الجديد على المشروع، وكان يحمل تطلعات وأمال وطموحات أهل القرية ,"ولكن ااااه".
فى نهار يوم الثلاثاء المنكوب الحادى عشر من ربيع الثانى فى العام 2011 فجعنا كما فجع الجميع برحيله المر،وهكذا رحيل العظماء والطيبون من الناس دائماً ما يودعون فى وضح النهار فلبست السماء سواداً كما القرية فى ذلك اليوم .
بكى الفقراء والمساكين وعابرى السبيل من رواد منزله قبل الرحيل والكل حزين وودامع ،فكيف لا تتألم اذ رحلت الابسامة والكلمة الطيبة و والعبارة الجميلة ،فالكرم الأصيل وحوض عشم الغلابة والمحتاجين متمثل فيه ،والموت وشاح يلبسه الأكارم لحياة بعيدة زاداً ووسادة.
ولنا دهشة الرحيل السريع والموت حق ولا نملك له الا ان نقول "انا لله وانا اليه راجعون"ونسأل العلى القدير ان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا،ويختتم قول المكلومين من ابنائه ورفاقه :
غرارة العبوس الدنيا اصلها زايلة
بفقد العشوق جدار الأكارم مايلة
فى كل المحافل دايماً بلة
بكى كيف يكفكف لدموعنا السايلة
بفقد العشوق كل البلد مكلوم
من قام صغير فقدنا خاتى اللوم
مفقود الكلام فى كل البلد معلوم
بتكلم النصيحة وبنصر المظلوم
اتفقد الشراع فى كل البلد مقلوب
واتفقد القبيل لكل زول محبوب
اتفقد الصميم البنصر المغلوب
نرجع للقدر اصلو العمر مكتوب
يارب العبارد عالم البينا
راضين الحكم لكن علينا مصيبة
فقدنا العشوق رمز السماح والطيبة
أسكنو فى جنات عالية ويفوح طيبة
بقلم:
مى حمزة عطا المنان
فى منزل مفعم بالحياة والعيش الرغد ومن مزارع كادح يهدهد الأرض ويرويها ليخرج من ثمرها وخيراتها.
كان ميلاد الوالد بلة محمد احمد أبو جلاد العشوق (حوض العشامة) عند بعض أهله فى ثلاثنيات القرن الماضى ،ترعرع ذلك الفتى بين انين السواقى وزخم الحياة الاجتماعية المليئة بالحكم والحكايات ليصبح فيما بعد بطلاً فى الكرم والنخوة والشجاعة.
كان عطاءه وافراً وكرمه زائداً وحديثه خمش كما فى المناسبات والملمات كما وصفه الشاعر الشاعر محمد سلمان فى احد قصائده عن القرية قائلاً:
يخمش فى الكلام زى الأسد
مشغول يقول شيل ياولد جيب ياولد
هكذا كان حديثه مسموعاَ وحكاياته جاذبة وروحه مرحة وحاضر البديهة ولديه بعض الحكاوى والروايات والمواقف الرجولية التى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "كان فى احدى زياراته الرسمية لقرية طيبة مع وفد من أهل القرية ،ارجعه رئيس المحلية بعربة المحلية الخاصة الى اهليهم وكرر عليهم عدم التمسك بالسائق أو تأخيره وما ان وصلت العربة الى القرية هم السائق بالعودة كما طلب منه ،انبرى له العشوق بطريقته المعروفة وقال له: ( على الطلاق ياحبوب ما تمشى الا تفطر معانا حتى ولو يرفدوك) فضحك السائق ولبى له طلبه.
كان محباً لخير أهل وطنه الصغير ،سباقاً فى العمل العام حتى وصل به المقام رئيس انارة القرية وكان عضواَ بارزاً فى مجالس القرية الشعبية ،كما كان عضواً بارزاً باتحاد مزارعى كلى ولجنة ديوان الزكاة بالمحلية.
كان كبيراً مع الكبار والمسؤبين ومرحاَ ومازحاً مع الشباب ،يلاطف هذا ويتحدث مع الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغنى ،والمنزل مفتوح لكل قادم وعابر سبيل ليشرب من حوضه اللبن والماء العذب.
كان مهموماً بأحوال المزارعين وتوطين الحيوان الوافد الجديد على المشروع، وكان يحمل تطلعات وأمال وطموحات أهل القرية ,"ولكن ااااه".
فى نهار يوم الثلاثاء المنكوب الحادى عشر من ربيع الثانى فى العام 2011 فجعنا كما فجع الجميع برحيله المر،وهكذا رحيل العظماء والطيبون من الناس دائماً ما يودعون فى وضح النهار فلبست السماء سواداً كما القرية فى ذلك اليوم .
بكى الفقراء والمساكين وعابرى السبيل من رواد منزله قبل الرحيل والكل حزين وودامع ،فكيف لا تتألم اذ رحلت الابسامة والكلمة الطيبة و والعبارة الجميلة ،فالكرم الأصيل وحوض عشم الغلابة والمحتاجين متمثل فيه ،والموت وشاح يلبسه الأكارم لحياة بعيدة زاداً ووسادة.
ولنا دهشة الرحيل السريع والموت حق ولا نملك له الا ان نقول "انا لله وانا اليه راجعون"ونسأل العلى القدير ان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا،ويختتم قول المكلومين من ابنائه ورفاقه :
غرارة العبوس الدنيا اصلها زايلة
بفقد العشوق جدار الأكارم مايلة
فى كل المحافل دايماً بلة
بكى كيف يكفكف لدموعنا السايلة
بفقد العشوق كل البلد مكلوم
من قام صغير فقدنا خاتى اللوم
مفقود الكلام فى كل البلد معلوم
بتكلم النصيحة وبنصر المظلوم
اتفقد الشراع فى كل البلد مقلوب
واتفقد القبيل لكل زول محبوب
اتفقد الصميم البنصر المغلوب
نرجع للقدر اصلو العمر مكتوب
يارب العبارد عالم البينا
راضين الحكم لكن علينا مصيبة
فقدنا العشوق رمز السماح والطيبة
أسكنو فى جنات عالية ويفوح طيبة
بقلم:
مى حمزة عطا المنان