منتدى مقاود

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى مقاود

منتدى رابطه طلاب وخريجى الشبطاب الحميراب والشارباب بالجامعات

نرحب بجميع الاعضاء ونرجو ان نساهم جميعا فى تفعيل المنتدى

ستبدأ قريبا فى النوثيق لشعراء مقاود تابعونا

p> تدعوكم الامانة الالكترونية للاشتراك بالكتابة فى هذا المنتدى واضافة المواضيع التى تعكس ثقافة وتراث المنطقة الثقافى والاجتماعى والشعرى

p> ستبدأ الامانة الالكترونية قريبا بارسال وفود اعلامية لكل من البلد ومدنى وبورتسودان والقضارف لتسجيل حلقات توثيقية لشعراء المنطقة بهذه المناطق نرجو ان تمدونا باسماء الشعراء

p> نرجو من الاخوة الاعضاء مد الامانة الالكترونية بالوثائق الاكترونية (صور او فيديو او صوت ذات البعد الترثى للتوثيق والحفظ العلمى

p> ستبدأ قريبا الانطلاقة القوية لمنتدى مقود تابعونا وشاركونا بالكتابة والتفاعل


    خلوة الشيخ عجلاوي بقرية قوزبرة .. العطاء والوفاء عبد الحفيظ خضر بادي ( 6 ـــ 23)

    عبد الحفيظ خضر بادي
    عبد الحفيظ خضر بادي


    عدد المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 28/06/2012

    خلوة الشيخ عجلاوي بقرية قوزبرة .. العطاء والوفاء       عبد الحفيظ خضر  بادي ( 6 ـــ 23) Empty خلوة الشيخ عجلاوي بقرية قوزبرة .. العطاء والوفاء عبد الحفيظ خضر بادي ( 6 ـــ 23)

    مُساهمة  عبد الحفيظ خضر بادي الأحد مايو 12, 2013 8:06 pm

    الطريق إلى الخلوة (6 ـــ 23)
    عبد الحفيظ خضر بادي

    الطريق إلى خلوة الشيخ أحمد علي عجلاوي مترع بالذكريات الجميلة الحبيبة إلى النفس, خاصة وأن المسافة بين قرانا الحميراب والشبطاب والشارباب ليست بعيدة كما نعرفها جميعا, لكنها قديما كانت بعيدة جداً وكنا نتعب في الذهاب والرجوع ولكننا لا نعاني ولا نشتكي ولا نمَلُّ طول الطريق, لأننا كنا نستمتع بالطريق ومعالمه من أشجار وحجارة وحيوانات وشخصيات تقابلنا, كما أن حكاوي الطفولة الحلوة لا تنتهي وألعابها المسلية لا تُنسَى.
    الحيران عادة لا يسيرون مجتمعين في مجموعة واحدة, إنما يتوزعون في مجموعات صغيرة تتكون من اثنين وثلاثة وأربعة, وما كُنَّا ننظم هذه المجموعات ونُقسِّمها إنما تتولى النفوس الترتيب والتنظيم. ومن المشاهد الجميلة والحبيبة أن ترى اثنين من الحيران في ملابسهما المصبوغة بالعمارة السوداء وأجسادهما الهزيلة النحيلة يسيران في الطريق ملتصقين بجسديهما وكل منهما يضع يده على كتف الآخر وهما يتآنسان ويحكيان ويضحكان طول الطريق, ومثل هذين لا يختلفان في لعبهما ومرحهما لأن أرواحهما قد تعلقت ببعضها. وكثيراً ما كانت تمر بنا اللواري السفرية القادمة من الشمالية وجنائنها المثمرة فترمي لنا فواكه القريب فروت والمانجو والبرتقال والبلح, وربما صادفنا عربية الثلاثاء القادمة من سوق المكنية حيث كان المتسوقون ينفحوننا بالبلح والموز, والسيارة عابرة مسرعة متجهة جنوباً, فنغيب في غبارها الذي لا ينقشع إلا بعد أن تغيب عن أعيننا.
    ومما أتذكره ونحن في الطريق إلى الخلوة كنا نحمل معنا زمبارات القصب وزنانات الحديد والخيط, كما كنا نقفز فوق الأشجار القصيرة, وكل واحد من الحيران يتحدى الآخرين أن يقفزوا الشِّقلة التي سيقفزها, وكنا نستمتع كثيرا بهذا النوع من التنافس البرئ, وفي بعض الأحيان قد يُخطى أحد الحيران التقدير في القفرة فيصيبه شوك الشِّقلة ببعض الخُدوش الخفيفة. وكنا نلعب بالحصى مطاقشة فكل واحد لديه حجر أو حصاية مستديرة ومتوسطة الحجم نُسمِّيها (ضرَّاب) يرميه الأول بعيدا وزميله الآخر يحاول أن يضرب ذلك الحجر بالحجر الذي معه (الضراب) ولابد أن يرمي حجره بقوة حتى إذا ما أخطأ يبتعد حجره عن حجر زميله حتى لا يضربه بسهولة .. وتستمر هذه المطاقشة إلى أن نصل شجرة الراحة على مشارف قرية قوزبرة. إذ تقع شجرة الراحة جنوب غرب بيت عمنا مضوي ودجانقي في قرية أم جركن أو "سويسرا" كما يحلو لأهلها أن يسموها, لكنني لا أدري الآن هل مازالت شجرة الراحة موجودة أم أصابها الدهر وقُطعت للوقود, وهي شجرة كبيرة كنا نتجمع تحتها, ونتسلقها بغرض المتعة وجمع الصمغ (الكَعَاكِِيلْ مفرده كَعَكُولْ) الذي نستخدمه في صناعة العمارة.
    وقد كانت المساحة من مدرسة حواء الماحي إلي بيت النقر ودصالح وبيت يسين خالية تماماً من المباني, ولا يوجد بها غير أشجار كبيرة شرق الحفرة الكبيرة الواسعة الممتدة شرق الطاحونة والطابونة. لذلك كانت شجرة الراحة بعيدة, تراءى لنا وسط موجات السَّراب. وكنا نجتهد في الوصل إليها خاصة في الظهيرة أثناء ذهابنا للفترة المسائية بعد صلاة الظهر. وفي بعض الأحيان كنا نلعب البِلِّي في ظلها إذا ما كان الوقت مبكرا على الخلوة. واسم شجرة الراحة يُطلق على مجموعة من الأشجار, فحيران كل قرية لديهم شجرة كبيرة يسمونها شجرة الراحة, ولكن الشجرة التي وصفتها لأنها عند مداخل قوزبرة ويجتمع فيها كل الحيران, فقد أجمع كل الحيران على تسميتها بشجره الراحة.
    وكنا ندخل قوزبرة من عدة مداخل أو طرق كلها تقودنا إلى الخلوة, فالأول المدخل الغربي من ناحية بيت عمر ود عتيل وبيت على أحمد الصقيري "الفتير", ونتجه شرقاً مع الزقاق فنجد بيت خالتنا عائشة بت عثمان والدة الأستاذة رقية عباس, ثم نميل جهة الجنوب ونمرُّ بين بيتي الطيب ميرف وبيت آل درزون ومن على البعد نسمع أصوات النساء عند بئر السماني ذات السور العالي, فنتجاوزها قليلاً فنجد دكان السماني ود مصطفى أمامه برندة عالية الأبواب على الطراز المعماري القديم, وبجواره جنوباً تقع خلوة عجلاوي.
    أما المدخل الثاني وهو الشرقي فكان من ناحية بيت الشيخ النقر أحمد ود صالح وبيت عبد الله ود سنوسي ثم بيت ياسين ود حمدنا الله, ويقودنا الزقاق الطويل بعد بيت ياسين إلى بيت عثمان السر في جهة اليمين, ثم نمر بجوار بيت عبد الرحمن ود أبضلع ونواصل السير جنوباً لنجد بئر عبد الله شاور, ثم دكان عبد الله شاور الذي يفتح جنوبا تجاه مسجد قوزبرة, فنمر بين المسجد وبيوت محجوب وإبرهيم أحمد شايق ونتجه غربا مع الممر المنعطف يميناً وبعد مواصلة السير فيه نمر بجوار بيت شيخ الحيران فنجد أنفسنا أمام باب الخلوة.
    وهناك مدخل ثالث بين الطريقين السابقين لا نسلكه كثيراً, يقع شرق بيت الزَّادُو بين بيوت ناس عبدِ الله (بكسر الدال وترقيق اللام) يقودنا مباشرة للمسجد, ومنه نواصل السير للخلوة, وكان حوش الخلوة حينها قصيرا لا يزيد ارتفاعه على متر واحد في جهتيه الشمالية والشرقية, فنستطيع رؤية الشيخ عجلاوي وهو جالس على عنقريبه في داخل خلوته أو في ظلها. وكان مبنى الخلوة يتكون من غرفتين إحداهما للشيخ عجلاوي والأخرى للحيران, وهناك حوش واسع أمام الخلوتين يجلس فيه الحيران وقت العصر.

    عبد الحفيظ خضر محمد بادي
    قرية الحميراب

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:48 am