الرئيسية
بــن ومــدق
من عاداتنا الجميلة فى سوداننا الحبيب شرب القهوة او( الجبنة) كما يحلو للبعض ولها طقوسها كما تلقيناها عن حبوباتنا وامهاتنا المتمثلة فى لمة الاهل وحضورهم الانيق فى جلسة تثير الاعجاب وتعيد لهم الذكريات الجميلة ..
استوقفتنى فى الحقيقة ابيات من قصيدة للشاعر الجميل الراحل محجوب شريف طيب الله ثراه يقول فيها:
احب المستك الفواح ..
اهيم فى غمرة النعناع..
بن ومدق وجمرة تسخن الايقاع ..
سلاماً يا نساء الارض قاطبة فى كل مكان ..
وارجعتنى الى ايام جميلة لها شذاها وذكراها الطيبة التى لاتنسى,ايام الحبوبات ولمة (الجبنة ) التى انحسرت بعض الشى فى ايامنا هذه لتسارع وتيرة الحياة لتنسينا اريحية وعبق هذة الجلسة.
فالقهوة عندنا هى حنين والفة ومودة ,تأتى فيها الحبوبة كأنها ملكة فى بلاط سر جماله فى بساطة بناءه وماضيه العتيق ،ورقته المتمثلة بوجود الاحباب.
الضحوية وكذلك العصرية هما الوقت المتعارف عليه لشراب البن ,حيث تقوم الحبوبة بقليه فى نار لها دفئها وحنينها لتأتى تلك الرائحة الزكية لتصيبنا بالثمل , ثم بعد ذلك يأتى دور (الفندك) والمدق لاطرابنا باجمل الانغام مع اهازيج لها رونقها واريحيتها فى القلوب، لتعد فى فناجين لها احاسيس خاصة واشواق تتهادى لاحتساءها .
فى هذه الجلسة يتفقد الناس بعضهم بعضا ويعرفون اخبار البلد والجديد من الأخبار وهذا بمثابة نشرات أخبار،وكانت غالبا ما تناقش فيها كل ما يلزم النساء من الذهاب للزيارات والمجاملات وكل ما يخص شؤونهن الأسرية وغيره وغالبا ما تعقب جلسات (الجبنة) النسائية التواعد والانطلاق سويا لقطف اللوبيا من الجروف او حش القش او البرسيم لغداء البهائم في الضحويات او عشاء البهائم في العصريات .
وقد تسابق شعراء كثر فى وصف هذه الجلسة البهية فقال احدهم :
يا بنية سوي الجبنه فوق ضل الضحاويه
سويها الجبنه التسويها حالف ما بخليها
فنجان جبنة بى شماله يسوي الدنيا بي حاله
وفى هذه الايام الطيبة المباركة التى نعيشها ايام الحج ابت (الجبنة) والا وان تكون حضورا انيقا فى منى بما يعرف ب( جبنة ) منى ،حيث تكون بمثابة نذر فى الغالب من الحبوبات يقمن فيه باعدادها بنفس الطقوس والذكريات الحنينة تطغى عليها فرحة العيد وبشـاشتة وبمزيد من الاشواق الى الاحباب والأهل .
كانت هذه الجلسات بمثابة نسيج اجتماعى يربط الناس ببعضها البعض ويزيد بينهم المحبة والمودة ودعوة للتكاتف والمشاركة فى هموم الحياة.
اما الان ومع ظروف الحياة الصعبة والسعى وراء لقمة العيش نجد الكل مشغول ولا وقت له، يشرب شاى الصباح وبعده القهوة مباشرة على عجل اويشربها فى الشارع لدى (ستات) الشاى اولا يشربها فهو مهرول مع الركب اليومى الشاق لايجد الوقت لتفقد اسرته وجيرانه واحبابه .
كانت ايام جميلة بجمال ناسها ،رحم الله من توفى من جداتنا واجدادنا كانوا يملؤن حياتنا سعادة وحبور كانوا يعطوننا أمل فى حياة هنيئة ورضية بفضل قلوبهم الطيبة المليئة بالايمان والصبر,ونسأل الله العافية والصحة الدائمة للحيين منهم وما أحوجنا اليهم فى زماننا هذا الذى كثر فيه القلق و(الشفقة)مع ان اى شئ اصبح اكثر سهولة..
بقلم:
عثمان محمد شيخ الحيران
من عاداتنا الجميلة فى سوداننا الحبيب شرب القهوة او( الجبنة) كما يحلو للبعض ولها طقوسها كما تلقيناها عن حبوباتنا وامهاتنا المتمثلة فى لمة الاهل وحضورهم الانيق فى جلسة تثير الاعجاب وتعيد لهم الذكريات الجميلة ..
استوقفتنى فى الحقيقة ابيات من قصيدة للشاعر الجميل الراحل محجوب شريف طيب الله ثراه يقول فيها:
احب المستك الفواح ..
اهيم فى غمرة النعناع..
بن ومدق وجمرة تسخن الايقاع ..
سلاماً يا نساء الارض قاطبة فى كل مكان ..
وارجعتنى الى ايام جميلة لها شذاها وذكراها الطيبة التى لاتنسى,ايام الحبوبات ولمة (الجبنة ) التى انحسرت بعض الشى فى ايامنا هذه لتسارع وتيرة الحياة لتنسينا اريحية وعبق هذة الجلسة.
فالقهوة عندنا هى حنين والفة ومودة ,تأتى فيها الحبوبة كأنها ملكة فى بلاط سر جماله فى بساطة بناءه وماضيه العتيق ،ورقته المتمثلة بوجود الاحباب.
الضحوية وكذلك العصرية هما الوقت المتعارف عليه لشراب البن ,حيث تقوم الحبوبة بقليه فى نار لها دفئها وحنينها لتأتى تلك الرائحة الزكية لتصيبنا بالثمل , ثم بعد ذلك يأتى دور (الفندك) والمدق لاطرابنا باجمل الانغام مع اهازيج لها رونقها واريحيتها فى القلوب، لتعد فى فناجين لها احاسيس خاصة واشواق تتهادى لاحتساءها .
فى هذه الجلسة يتفقد الناس بعضهم بعضا ويعرفون اخبار البلد والجديد من الأخبار وهذا بمثابة نشرات أخبار،وكانت غالبا ما تناقش فيها كل ما يلزم النساء من الذهاب للزيارات والمجاملات وكل ما يخص شؤونهن الأسرية وغيره وغالبا ما تعقب جلسات (الجبنة) النسائية التواعد والانطلاق سويا لقطف اللوبيا من الجروف او حش القش او البرسيم لغداء البهائم في الضحويات او عشاء البهائم في العصريات .
وقد تسابق شعراء كثر فى وصف هذه الجلسة البهية فقال احدهم :
يا بنية سوي الجبنه فوق ضل الضحاويه
سويها الجبنه التسويها حالف ما بخليها
فنجان جبنة بى شماله يسوي الدنيا بي حاله
وفى هذه الايام الطيبة المباركة التى نعيشها ايام الحج ابت (الجبنة) والا وان تكون حضورا انيقا فى منى بما يعرف ب( جبنة ) منى ،حيث تكون بمثابة نذر فى الغالب من الحبوبات يقمن فيه باعدادها بنفس الطقوس والذكريات الحنينة تطغى عليها فرحة العيد وبشـاشتة وبمزيد من الاشواق الى الاحباب والأهل .
كانت هذه الجلسات بمثابة نسيج اجتماعى يربط الناس ببعضها البعض ويزيد بينهم المحبة والمودة ودعوة للتكاتف والمشاركة فى هموم الحياة.
اما الان ومع ظروف الحياة الصعبة والسعى وراء لقمة العيش نجد الكل مشغول ولا وقت له، يشرب شاى الصباح وبعده القهوة مباشرة على عجل اويشربها فى الشارع لدى (ستات) الشاى اولا يشربها فهو مهرول مع الركب اليومى الشاق لايجد الوقت لتفقد اسرته وجيرانه واحبابه .
كانت ايام جميلة بجمال ناسها ،رحم الله من توفى من جداتنا واجدادنا كانوا يملؤن حياتنا سعادة وحبور كانوا يعطوننا أمل فى حياة هنيئة ورضية بفضل قلوبهم الطيبة المليئة بالايمان والصبر,ونسأل الله العافية والصحة الدائمة للحيين منهم وما أحوجنا اليهم فى زماننا هذا الذى كثر فيه القلق و(الشفقة)مع ان اى شئ اصبح اكثر سهولة..
بقلم:
عثمان محمد شيخ الحيران