منتدى مقاود

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى مقاود

منتدى رابطه طلاب وخريجى الشبطاب الحميراب والشارباب بالجامعات

نرحب بجميع الاعضاء ونرجو ان نساهم جميعا فى تفعيل المنتدى

ستبدأ قريبا فى النوثيق لشعراء مقاود تابعونا

p> تدعوكم الامانة الالكترونية للاشتراك بالكتابة فى هذا المنتدى واضافة المواضيع التى تعكس ثقافة وتراث المنطقة الثقافى والاجتماعى والشعرى

p> ستبدأ الامانة الالكترونية قريبا بارسال وفود اعلامية لكل من البلد ومدنى وبورتسودان والقضارف لتسجيل حلقات توثيقية لشعراء المنطقة بهذه المناطق نرجو ان تمدونا باسماء الشعراء

p> نرجو من الاخوة الاعضاء مد الامانة الالكترونية بالوثائق الاكترونية (صور او فيديو او صوت ذات البعد الترثى للتوثيق والحفظ العلمى

p> ستبدأ قريبا الانطلاقة القوية لمنتدى مقود تابعونا وشاركونا بالكتابة والتفاعل


    رِحم الأرض الولود بقلم معاوية قسم أحمد

    محمد التلب
    محمد التلب


    عدد المساهمات : 30
    تاريخ التسجيل : 16/02/2012
    العمر : 38
    الموقع : الخرطوم

    رِحم الأرض الولود     بقلم    معاوية قسم أحمد Empty رِحم الأرض الولود بقلم معاوية قسم أحمد

    مُساهمة  محمد التلب الأحد أكتوبر 19, 2014 9:41 pm

    رِحم الأرض الولود

    صحيح لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، لكن ربما يأتي السؤال كيف وفي أي النواحي يكون التغيير المعني والمطلوب حتى يتحقق جواب الشرط ، فكل يفسر هذا التغيير على ما في نفسه فالبعض يراه طبعا تغيير الحكومات يفترض أن تظل تتغير وتتغير حتى يتحقق المنى ونقول بس ياهو دا ويكون في هذه الرحلة الطويلة من التجارب قد انقطع نفس البلد والمواطن وتدهور الحال وتردت البنيات وفقدت المكتسبات ، والبعض يراه تغيير الإنسان من الألف إلى الياء ثقافته وتقاليده وعقليته وطريقة تفكيره وطريقة معالجته وتناوله للأمور .. مهما اختلفت التفاسير والرؤى إلا أن المطلوب هو تغيير الواقع إلى واقع آخر سوى كان ذلك في النفس البشرية أم في البيئة الوجدانية والثقافية للإنسان التي تحويه ويحويها بين جنبيه . لا أدري إن كانت هذه المقدمة مناسبة لما في نفسي وأود أن أكتبه لأبث لكم حزن وأمل ، حسرة وطموح وأماني .. أخوكم يعمل في شركة زراعية في بلد عربي (نفطي) والمعروف أن صفة نفطي ما اجتمعت مع صفة زراعي إلا في بلد عربي واحد وهو بلاد الرافدين قبل أن ينقض عليها بلاء الفتن ونسأل الله أن تجتمع في بلد عربي آخر قريباً .. وحيث أني نشأت في بيئة زراعية على ضفاف النيل الرؤوم في كنف والد يكد بيديه يسكب عرقه في رحم الأرض الولود لتطرح بركة الخير والرزق المقسوم (عافاه الله وأمد في عمره) ، وأعرف جيداً كمية المعاناة والعنت والكبد والمشقة التي يعانيها أهلنا وما زالوا في تحضير وري ومعالجة ونظافة وحصاد محاصيلهم لكي تنتج لهم في آخر الموسم ما يسد التكاليف أو يقل بعد أن تكون الديون والإلتزامات قد أرهقت كواهلهم .. وما زلنا حتى في أضخم مشاريعنا بل أضخم المشاريع الزراعية على مستوى عالمنا العربي والأفريفي نستعمل اليد والكدنكة والشوال والمنجل والجراية والـ .. وما أود أن أبثه لكم هو إحساسي بالحسرة والألم وتكاد دمعة تطفر من عيني عندما أرى الجرار العملاق من ماركة الجوندير حجم العجلة الواحدة منه تكاد تسد الأفق الضيق .. يجر وراءه كمية من الأشياء فيها المحراث والبذارة والمعالجة الكيمائية وناثرة السماد بعرض يزيد على 12-24 متراً في عملية واحدة يتحكم في كل ذلك شخص واحد هو السائق وهو في داخل غمارته المكيفة ، وعندما أرى حاصدتي برسيم تمر بجانبي وخلال دقائق معدودة تأتي على مساحة لا تقل عن 100 فدان كعروستين في الميدان واحدة تروح وأخرى تجيء ، وعندما أرى صف مرصوص من حاصدات القمح تزحف على حقول القمح الذهبية لتصب أطنان من بطنها خلال دقائق في ناقلات ضخمة تسع الواحدة منها لأربعين طناً .. وعندما أرى رشاشاً كعقارب الساعة يروي في حركة دائرية بطيئة مساحة لا تقل عن الخمسين هكتاراً (حوالي 120 فدان) تحقن خلالها المعالجات والمسمدات والمكافحات للحشرات والأعشاب تماماً مثل "درب الملاريا" تحقن فيه المضادات والمسكنات والمقويات .. وعندما أرى حقول النخيل والزيتون تضم مئات الآلاف من الأشجار مصطفة على مد ما ترى عينك في تناسق هندسي ليشكل لوحة رائعة تشبه العروض الصينية والكورية في احتفالاتهم السنوية .. وما يروق العين فعلاً عمليات حصاد القمح تلك السمفونية الرائعة التي تعزفها مجموعات من الحاصدات تساندها مجموعة من الناقلات الخزانات المقطورة (hoppers) معدة خصيصاً لتعبأ بالقمح السائب من أعلى وتفرغ من أسفلها بالإضافة إلى مجموعات الصيانة الحقلية المساندة ، وفي جانب آخر تقف المجموعات العاملة في الصوامع لاستقبال الإنتاج بعد وزنه مع الشاحنات والتفريغ الآلي ، كل هذه العمليات تتم دون أن تدخل اليد البشرية العاملة سوى بلمس الأزرار وعجلات القيادة ونفس هذه العمليات تتم بالنسبة لمحصول الذرة الصفراء الذي إن رأيت حقوله الممتدة حلقات ودوائر من الخضرة المنتظمة تتحدى سيقانه الغليظة وأوراقه العريضة وحتى حجم قندوله تلك التي تقف مزهوة بخضرة جروف النيل .. .. وأزيدكم من الشعر أبيات وأبيات .. أرجو أن لا يظن من يقرأ هذه اللوحة أن المسألة مسألة ديكور ومناظر سينمائية ودعائية يصرف عليها بشكل بزخي للعرض والزهو ، فإنتاجية الهكتار من القمح (7 – 8 طن) وإنتاجيته من الذرة (10 – 13 طن) وممكن لأهل الإختصاص أن يحسبوها ببساطة يعني كم شوال في الفدان؟ .. والقصة مبنية على دراسات جدوى إقتصادية دون الدخول في الدعم الحكومي .. وخلافه .. آه يا بلد , ما يزيد العجب في هذه الرواية أن المشرفين على هذه العمليات والحقول مهندسون سودانيون أكفاء يعملون بجد وكفاءة نفخر بها .. وهم يحسون ويحملون نفس هذه الأحاسيس التي أحملها ويعضون على أصابعهم حرقة كيف لا يكون ذلك في وطنهم .. من يقرأ هذه السطور من ذوي الخبرة والإختصاص ربما يقول قديمة فإن الآليات والميكنة شهدها السودان قبل أن يتعلم الناس من حولنا الزراعة (على غرار : ما نحن العلمنا الناس الكورة) تشهد على ذلك هيئات الزراعة الآلية وهل سمعتم بحاصدات القطن التي تحصد القطن عن طريق الفاكيوم وتنظفه وتظرفه وتعبئه وربما تعطره ليرسل إليهم .. الحقيقة سمعنا ولم نر .. وهنا يتراءى في ناظري وخاطري صورة والدي وهو يضرب الطورية بقوة في الأرض ليحفر حول جذع شجرة ليقتلعها ليزرع مكانها محصول الفول المصري و البصل أو (يكاشن) في الجدول الكبير ليسهل مسير مياه البابور بعد أن عملت الساقية عمرها المديد واقتحمتها تقنية الضخ بالمكائن .. كانت ساعتها ويمكن حتى الآن تقنية مذهلة ، وتمر صورة (تلفزيونية) أخرى السيد الرئيس يدشن موسم الحصاد .. جمع من المواطنين والمزارعين يهتفون وهم ينكتون سنابل الذرة ليلقمونها فم الحاصدة وذلك طبعاً بعد أن تم قطعه وجمعه بمعدات المناجل التي تعمل بالطاقة البشرية .. صحيح نحن في عهد البترول والنهضة التنموية والسلام إلا أن دور الزراعة في بلد الزراعة لم يأت بعد ، واللغز الذي أرجو أن يجد الحل هو ماذا ينقص الزراعة في السودان .. الأراضي الخصبة ؟ المياه العذبة؟ .. العقول الباحثة والكوادر المؤهلة؟.. أم التمويل؟ النجاح مو من كثير وان صدقت النوايا قيمة طيارة أو يخت أو عمارة ممكن يوفر كذا حاصدة أو معدة .. وصدق النوايا وإعلان التعبئة العامة ضد الإنهزام والتخلف الزراعي في السودان يفترض أن يبدأ من برنامج الزراعة في التلفزيون الذي تغيرت أسماؤه ولم يتغير نهجه ووقته وفلسفته .. برنامج عن الزراعة في تلفزيون السودان بلد الزراعة يجب أن يكون خمسة مرات في اليوم "وليس مرة واحدة في الأسبوع ولمدة لا تتجاوز نصف ساعة تخلو من تقديم التطورات الحديثة في عالم الزراعة حول العالم ومناقشة المشاكل والتعقيدات التي تواجه المشاريع الكبرى بالسودان وعرض مقترحات الحلول ومنجزات البحوث الزراعية بالسودان من تقنيات التقاوي والأصناف مقارنة بما تم التوصل إليه في العالم من حولنا .. وخلافه .. أو إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة تعني فقط بالزراعة تقنياتها مشاكلها مستقبلها وحاضرها .. ليس كثير عليها .. آه يا بلد تحلم سنابلك ترشف النيل زي فراشك تزهو في عيدك تضم نجمات عقيدك وتسري في ريحة دعاشك وتعصر الدمعات سحابك تروي نيلك وتسقي بالخيرات شرايينك وقاشك وتطرح النخلات تمورك طول عصورك ويبقى من قطنك قماشك ..
    معاوية قسم أحمد

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:02 am